الـحـــمــــد لــلّـــه الــعـلـي الــباري الـمـؤمــن الـمـهــيــمــن الــجـــبـار
ثـم الــصـلاة والــسـلام الـنـامي عــلـــى الــــنــــبــي ســــــيـــــــد الأنـام
بـعـــد فـــقــال عـــــبـــده الــمــوفــق مــــنـــــتـــخـــب والـــــده الـــمـــوفــــق
يـا طـالـبـا الـعـلم رفـيــع الأدب تـــعــلـم الـــعــلــم بــهــــــذا الأدب
فـطهر الـقلب وصحــح الـنـيـة وابــتــغ بالأســباب لابالأمـنـبـة
وأد مـا عـلـيـك مـفــروض بــلا إدخال نـقـصان فــذا ما قـبـلا
وراع حـــــتــــما حـــــــــــق والــديــن فكل حـــــــق هـو مـثــل الـديـن
ووقــــر الــعـــلـم وعـــظــم شــــأنــه واجـتـنـب الفـسـق فذاك شأنه
واصــرف لـــه دراهـم والـذهــبـا فــما ســــــواه كل شــيء ذهـــبـا
وزاحــــم الــفـحـــول بـالكـــرامــــة وفــــــــرق الـــبــــطـــــنـــة والـــــنــــوامــــة
وشــرد الـمنية واسـتعص الـهوى فمن يصـر تابعـها فـقـــدغـوى
وجد في الطلب جدا أن تـجد وقيل في الـمطلب من جد يجد
واصبر على مرارة الـذل ومن وما أصاب من مصائب الزمن
وجـمـع الفهم مع الـخط فقد تحــصــل الــعــلم بـهـذين فـقـط
وطـــول الــصـــبر وزد إضــرارمـا فـهـو ســبـــيــل من لشيء راما
وباعــــــد الـــغـــــدر ودار الـــقــال وســــــد بـاب كــــــثـــرة الــمـــــقـال
وارغب عن اللعاب والـملاهي فالعلم لايحصل بقلب اللاهي
واقـــنــع بـمـلـبوس وأدنى قــوت وافرغ لـجـمـع الـدر والـيـقوت
ووادع الأوطــــــان والأحـــــــــــبابا ودر كـــــما الــــفـــقـــــيــر بابا بابا
وعـطــل الـــبــــســـــتـان والـــدكانـا وخـــــــــل كــل كــائـــن مـــا كــانـا
واعـتـزل الـنـفـس عن الـمصالـح فالشغل للطالب غير صالـح
وحــقــق الـمـــشـكـل والــمـــؤولا وأتــــبـــع الأفــــــــــــواه والــســــــــــؤالا
وســـــل وذكـــــر ســــافــــرا وواردا وخــــذ وقـــل وقـــيــد الــســــواردا
وظـــن فــــيــك عـادم الــنـــصـابـا وإن تـصر لصاحب الإصاب
وانـشر لـما تعلمه واعـمـل بـه فـما لـعـاص فـيـض فـضل ربـه
واحـم لـمـا يقـلل الـفــــهم ومـا يزيد في النسيان أويبدي العمى
وأكـــــرم الأســـــــتاذ ذوالإرشـــاد خــــــــيـــر أب فــهـو لـكـل ســاد
فاخـــــــدم لــه فـالإقــــتـــبـاس رق وإن تكن كالـتـبـر وهــو الورق
واســـــــتـــفـــتــه وإن يـكــن بــقـالا وانــظـر الـى مــقاله لا مـن قالا
واكــــتـف بـالـواحـــد تـزددخــيرا أفـضــل مـن يـصــــــير ثـم خـــيرا
وجـانـب الـحـــياء واتـرك أنــفـه مـنـه ومـمــن للـكـــتاب صــنـفه
وعامل الأصحاب بالرفق وقل لــهـم كــــلامـا لـــيـــنـا وإن ثـــقــل
واحــــذر مــن الـمــــراء والـعــنـاد مـــــع كـــــل واحـــــــــد بكــــل نـاد
واصــبر عـلى الـذلـة والـصــغـار واطلب ولو بالصين والبلغار
وخـــــذ وكــن مـجــتهدا أعـمارا أوارض بالـجهل وعش حمارا
هذا وأوصيت لكل الطـالب عـــفـــوا لكــل مـــبــــتـــد بـالأدب
تـمت وصلى الله ذوالكــمال عـلـى الـنـبي وصــــــــحـــبه والآل
هذاالكتاب المسمى بالمطلب والــلـه أعــــلـم بـالــــصــــــــــــــــــــــواب